دعوة للحوار من أجل الفهم والعمل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بكم في منتداكم برجاء التسجيل والاستفادة من المنتدى
وتقبل مشاركتكم الايجابية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

دعوة للحوار من أجل الفهم والعمل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بكم في منتداكم برجاء التسجيل والاستفادة من المنتدى
وتقبل مشاركتكم الايجابية

دعوة للحوار من أجل الفهم والعمل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى اجتماعي علمي ثقافي ديني


    الرفق العثماني بالأقليات مقابل الاستغلال الغربي

    avatar
    عبد الله الضاحك


    المساهمات : 3259
    تاريخ التسجيل : 25/08/2010

    الرفق العثماني بالأقليات مقابل الاستغلال الغربي Empty الرفق العثماني بالأقليات مقابل الاستغلال الغربي

    مُساهمة  عبد الله الضاحك الإثنين مايو 25, 2015 8:55 pm

    مصيبة العثمانيين كانت في تسامحهم لا في وحشيّتهم

    إن المؤرّخ الأمريكي “جستن مكارثي” يعزو مصائب القتل والترحيل التي حلّت بالعثمانيين في القوقاز والبلقان وأماكن أخرى في القرن التاسع عشر ونتج عنها مقتل أكثر من خمسة ملايين مسلم وتهجير خمسة ملايين أيضا، يعزوها إلى تسامح العثمانيين الأوائل مع الأقليات وسكّان البلاد التي فتحوها، يقول : “كانت إحدى أفضل ميّزات التقليد العثماني في الحكم التسامح مع التنوّع العرقي والديني، ولكن كان بإمكان أمة مطبّعة بطابع تركي أن تكون أكثر أماناً وأن تُعطي الأمم الأوروبية ذرائع أقل للتدخّل”، “إذ لو كان الأتراك في أيام قوّتهم قوميين من النوع اليوناني، لكان المسيحيون هم الذين طُردوا تاركين وراءهم أراضي كانت تركية مسلمة بكل معنى الكلمة، بدلاً من ذلك، عانى العثمانيون وبقي المسيحيون، كثيراً ما كانوا يعامل المسيحيين معاملة حسنة، وفي أحيان كثيرة على نحو رديء، لكنهم سمحوا لهم بأن يستمروا بالبقاء وأن يحافظوا على لغاتهم وتقاليدهم ودياناتهم، كانوا على حق حين فعلوا ذلك، لكن لو أن أتراك القرن الخامس عشر لم يكونوا متسامحين، لبقي أتراك القرن التاسع عشر على قيد الحياة في بيوتهم” .

    ●الحوادث الدموية نتيجة مباشرة للتغريب

    يقول المؤرّخ الأمريكي “زاكري كارابل” إن بعض المجتمعات المسيحية وجدت في هزيمة البيزنطيين فرصة لتعويض أراضيها المفقودة : “قد ازدهر الأرمن أساسا تحت نظام المليّة، وتمكّنوا من إيجاد عالمهم الخاص من الحكم الذاتي ورغد العيش، كما استحوذ التجّار الأرمن على تجارة السلع النفيسة مثل الحرير واحتكروها، وفي المدن الإقليمية الأناضولية مثل ديار بكر كان نفوذهم يُعادل تقريبا ما كان لهم في أيّة مرحلة من تاريخهم المدوّن، بعد ذلك ، أي في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، عانى الأرمن من صعود القومية التركية، وقُتل منهم أكثر من مليون شخص من جرّاء السياسة التركية إبان الحرب العالمية الأولى، لكن معاملة الأرمن على أيدي الأتراك في بداية القرن العشرين كانت صورة دقيقة لنجاحهم السابق في تاريخ الإمبراطورية، ولم تتخلّ الإمبراطورية العثمانية عن نظام المليّة اللامركزي إلا في أواخر القرن التاسع عشر في معرض محاولتها للإصلاح، وبدأت تحاول الاقتباس من النموذج الغربي في المركزية والتحديث، وهنا ظهرت قوة أكثر تفجّرا وتخريبا، هي قوة القومية، التي كانت مُعادية للدين، وتتبنى نظرة علمانية للعالم، وستكون لها آثار قاتلة على الجماعات العرقية الصغرى مثل الأرمن، أكثر منها على الطبقة الحاكمة التقليدية” .

    ●المسألة اليهودية تلخّص حالنا مع نكران الغرب لجميل المسلمين

    لم يكن استخدام الغرب للأقليات المسيحية هو جزاء سنمار الوحيد الذي قوبل به الجميل العثماني، ولعل المسألة اليهودية مثال أوضح من الأقليات المسيحية على نكران الغرب للجميل واستخدامه أقلية طالما غمرها جميل العثمانيين، في الوقت الذي تنكّرت لليهود كل أوروبا، في طعن الأمة التي آوتهم ونصرتهم بدلا من الاعتراف بجميلها، ليصبح المسلمون في نهاية المطاف هم “الإرهابيون” و”الهمجيون” و”المتخلفون” و”الدمويون” الذين يُمارس اليهود ضدّهم كل الجرائم التي يعرفها الجنس البشري من إبادة وتهجير وسلب ونهب وتعذيب وحصار وتفريق واعتقال وإنكار أبسط حقوق الأحياء، جزاء لجميل الإيواء الذي قام به المسلمون في زمن الضيق اليهودي سواء بعد سقوط غرناطة أم بعد ذلك بثلاثة قرون في زمن صعود معاداة اليهود في فرنسا الجمهورية وروسيا القيصرية .

    يقول المؤرّخ كارابل:”لقد كان اليهود في العالم العثماني على دراية كافية كم كان من الأفضل لهم العيش في سالونيكا، أو اسطنبول، أو إزمير، من العيش في أي مكان من أوروبا تقريباً” ، وكان كل ما قدّمه الغرب واليهود في المقابل هو الشُكر النظري الذي يناقض التنكّر العملي، فقد قام رئيس الكيان الصهيوني سنة 1992 بزيارة إلى تركيا لحضور احتفالات الذكرى الخمسمائة لقبول الدولة العثمانية إيواء اليهود النازحين من إسبانيا بعد سقوط غرناطة، وفي هذه الزيارة عرض الرئيس الصهيوني شريط فيديو على المدعوين إلى المناسبة يتضمّن خطابا للرئيس الأمريكي جورج بوش الأب يشير فيه إلى ترحاب العثمانيين بقدوم اللاجئين اليهود من إسبانيا ومازالوا يعيشون بسلام منذ خمسة قرون في تركيا وهو مثال لحياة المسلمين واليهود، ويعقّب الأستاذ “وديع أبو زيدون” متسائلاً: “لماذا لا يعيش المسلمون واليهود في سلام عادل في فلسطين الآن بعد أن سيطرت أمريكا على العالم وبإمكانها فعل شيء مشابه لما فعلته الدولة الإسلامية العثمانية والدولة التركية العلمانية الآن !!؟” .

    والإجابة واضحة: الدولة العثمانية تصرّفت وفق الخُلق الإسلامي، والعالم الغربي يتصرّف وفق الاستئصال العلماني الذي طال قبلنا الملايين من السكّان الأصليين في بقاع عديدة من العالم، اليهود كانوا يعيشون بسلام في ظل سيادة المسلمين، والمسلمون يعيشون في بلاء في ظل سيادة اليهود، وهذه إجابة جليّة عمّن يجب أن تكون له السيادة، وما يحدث لنا نموذج مصغّر لما حدث في الأمريكيتين وأستراليا، وشتان بين فعلنا وأفعالهم، ولم يكن جميل العثمانيين مع أقلية يناظر جميلهم مع اليهود في ساعة المحنة، ومع ذلك لم يتنكّر أحد كما تنكّر الصهاينة للمسلمين الذين مثّلتهم الدولة العثمانية، فأين نرجو العدل في الأحكام من الغرب بعد ذلك؟ ولهذا يحسُن عدم الالتفات للتهم التي يغرقوننا بها صبح مساء، وفي نفس الوقت ملاحظة أنه في الوقت الذي تجسّد الدولة العثمانية انحطاط الإسلام لدى الغربيين، فإنها تمثل لمسيحيي المشرق “زمن النهوض الذي ولّى الآن، أما اليهود فإنهم لم ينسوا حُسن الضيافة الذي تكرّر مرتين….وبعد ثلاثة أرباع قرن من سقوط الإمبراطورية العثمانية، تجد مدافعين عنها في الشرق العربي: إن مسيحيين ويهودا ما زالوا يرون في الكيمياء السحرية للإمبراطورية الفرصة الوحيدة للتعددية الطائفية، فهي تفصل وضعية الأشخاص عن وضعية الأرض” .

    ●شهادة مسيحية عربية بعد سقوط الدولة العثمانية عن تبعات التدخّلات الأجنبية

    في دراسته عن المسيحيين في العصر العثماني الثاني (القرن السابع عشر) يقتبس الأب الإيطالي “فينسنزو بودجي” من كتاب “حبيب أبي شهلا” بمناسبة إلغاء الامتيازات الأجنبية في البلاد العربية، العثمانية سابقا، الذي طُبع سنة 1924 ، والذي جاء فيه العرض التاريخي المختصر الآتي: “عندما وصل الأجانب إلى المشرق حصلوا على الوضع القانوني عينه الذي كان يتمتع به المسيحيون من أبناء البلاد، ما نريد أن نلفت النظر إليه هو أن أحوال مسيحيي الشرق القانونية (في ظل الدولة الإسلامية) لم تكن أبدا ثمرة للتدخّل الأجنبي كما يعتقد هؤلاء المسيحيون. إذ لا يعود الفضل في تمتّعهم بحرية الدين والعبادة إلى طيبة القوى العظمى ونفوذها في الشرق كما تُوَهِمنا هذه الأخيرة خلافا للأحداث التاريخية. إذ لا يسع الأجانب وصف أنفسهم كأبطال لقضيّة نبيلة ما أحسنوا الدفاع عنها وحسب، لا بل استغلوها…وينبغي الاعتراف بأن الحماية الأجنبية ليست إلا كذبة، فهي لم تُسفر يوما عن نتائج حميدة، فهل استطاعت تفادي المجازر الفظيعة؟…بالعكس، حصد المسيحيون المجازر والاعتداءات والكراهية التي زرعتها وأرادتها القوى العظمى (لأن الهزائم المسيحية كانت “أداة توسّع قوى” للدول العظمى) ، وكانت النتيجة عكس ما كنا نتوقع، فقد اتّسع الشرخ بين المسلمين والمسيحيين، وكان من مصلحة هؤلاء أن يتّحدوا ويتعاضدوا للدفاع عن إرثهم المشترك” .

    المصدر: تركيا بوست

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 07, 2024 5:20 pm