هل تعلم أن نبات التبغ يصدر رائحة جذابة للحشرات المعادية لأعدائه؟!
هذا ما توصل إليه علماء ألمان في دراسة حديثة نشرت نتائجها في مجلة «ساينس» العلمية، وجاء فيها أن نبات التبغ يستخدم هذه الاستراتيجية بنجاح في الدفاع عن نفسه ضد فراشة التبغ التي تهاجمه وتعيش على أوراقه.
وأشار الباحثون، وهم من معهد ماكس بلانك للأحياء الكيميائية، إلى أن ديدان فراشة التبغ «تحرز هدفا قاتلا» في نفسها عندما تقدم على الأكل من ورق نبات التبغ لأن النبات يسارع لإفراز مادة تحول رائحة موجودة في ورق النبات إلى إشارة عطرية جذابة للحشرات المعادية لدودة فراشة التبغ وهي عطر «إيه 2 هيكسينال».
ويهتم علماء الأحياء منذ فترة طويلة بالآليات الكيميائية التي تلجأ إليها النباتات ضمن استراتيجيات الدفاع الذاتي عن نفسها وذلك منذ أن كشفوا عن وجود هذه الاستراتيجيات.
ولكن: كيف يكتشف النبات وجود الحشرة الضارة؟ والإجابة هي أن «نبات التبغ لا يتعرف على مهاجمه ولكن مهاجمه هو الذي يشي بنفسه من خلال مواد مساعدة على الهضم تكون غالبا في لعابها وتصل لورقة النبات عند التهام الحشرة لها».
ويرجح أن يكون إفراز مادة إيه 2 هيكسينال بشكل متكرر بمثابة مادة جاذبة للحشرات الطائرة التي تلتهم الديدان عندما تفقس من بيض فراشة التبغ وتبدأ في التهام ورق التبغ.
وأكد الباحثون إن إفراز مادة إيه 2 هيكسينال وإصدار رائحتها في الجو يحدث بسرعة كبيرة لدرجة أن الحشرات الباحثة عن الديدان تجد معلومات كيميائية كافية عن المكان الدقيق لفريستها.
ولكن هناك سؤالا لم يستطع الباحثون الإجابة عليه حتى الآن ألا وهو: لماذا تحمل ديدان فراشة التبغ في لعابها مادة تؤدي إلى هلاكها؟ والجواب المرجح هو أن تكون المادة إيه 2 هيكسينال حامية لهذه الديدان من عدو آخر، كأن تكون حامية لها من العدوى البكتيرية مثلا، حيث ان هذه المادة قادرة على التخلص بسرعة وفاعلية من البكتيريا الضارة التي تصادفها الديدان يوميا وبكميات كبيرة مع طعامها الذي يتمثل في ورق النبات لأن هذه المادة معروفة كمضاد حيوي قوي.
لذا فإن العلماء يعتبرون التهام الديدان لورق التبغ بمثابة «طريق بين نارين، نار الإصابة بالعدوى البكتيرية ونار القتل على يد الحشرات التي تتغذى على الديدان والتي سرعان ما تلتهم الديدان بمجرد إفراز الأخيرة مادة إيه 2 هيكسينال».