بعد عقد مقارنةً بين علاقة الحكومات العربية بالجماعات الاسلامية المسلحة، وبين علاقة الحكومة الإيرانية بهذا النوع من الجماعات.
أتساءل :
لماذا التنافر والتناحر والصراع بين الأنظمة العربية وبين الجماعات الإسلامية المسلحة،
في الوقت الذي ترعى إيران الجماعات الشيعية المسلحة وتُنشئها،
وتستخدمها كأداة في تنفيذ مشروعها في المنطقة؟
لم أرَ جوابًا لتساؤلي سوى عنصريْ "الثقة والفكرة الإسلامية".
*فالحكومات العربية وقعت في الصدام مع الجماعات الإسلامية السُنية
نظرا لتوغّل العلمانية في الأنظمة الحاكمة،
ورغبة تلك الجماعات في إقرار النظام الإسلامي الشامل،
في الوقت الذي لم تحتويها تلك الأنظمة،
واستجابت لهواجس تهمة رعاية الإرهاب التي صنع منها الغرب فزاعة للأنظمة العربية،
في حين سقطت بعض الأنظمة في التبعية المُطلقة لهذا الغرب،
وتزلفت إليه بمواجهة التيارات الإسلامية، للحفاظ على العروش.
وفي الوقت نفسه، كان الكثير من هذه الجماعات بعيدا عن النضج السياسي وتقدير المصالح والمفاسد،
ما فتح الطريق أمام هذا الصراع لكي يدخل في نفق مظلم لا يُرى له في الأفق ضياء.
*وفي المقابل، تتفانى الميلشيات الشيعية المسلحة في العمل وفق ما تمليه المصلحة العليا لإيران،
تحت راية ولاية الفقيه، تلك الفكرة الشيعية التي جمعت ولاء الشيعة في كل مكان للوطن الأم إيران،
والتي استعاضت بتلك الميليشيات عن الجيوش النظامية في صراعها مع دول المنطقة.
*وما الحشد الشعبي - الذي يحلّ محل الجيش النظامي العراقي في بسط سيطرة الحكومة الطائفية العميلة لإيران – عنا ببعيد.
فتلك الميلشيات الشيعية التي اجتمعت بغطاء حكومي رسمي تحت مسمى "الحشد الشعبي"،
تنوب عن الحكومة العراقية الطائفية - التي لا تخرج عن كونها ذراعًا إيرانيًا – في بسط سيطرة الحكومة على محافظات العراق،
لتصفية السنة وتهجيرهم، والعمل على إمضاء مشروع التقسيم،
الذي يتيح لإيران التمدد في دول الخليج.
*وقد كشفت صحيفة السياسة الكويتية عبر قيادي في تيار الصدر،
أن إيران تدرس توسيع دور مليشيا الحشد الشيعية في الأراضي السورية،
لمنع سقوط نظام الأسد، والذي مُني بخسائر فادحة وهزائم متتالية أمام كتائب الثوار.
وذلك للاستعاضة بالحشد الشعبي عن حزب الله اللبناني الذي يواجه مشكلات عديدة مع الدولة اللبنانية وشيعة لبنان،
في حين يتمتع الحشد بشعبية كبيرة في الأوساط الشيعية في العراق.
فإيران تعتمد في بسط هيمنتها على الميلشيات الشيعية المسلحة، كالحشد الشعبي في العراق، وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وحزب الله في البحرين، وفي معظم البقاع في المنطقة له كيانات مسلحة لا تخرج عن الاستراتيجية الإيرانية.
والسؤال هنا: أين الحشد الشعبي السنّي؟
هل هو أمر طبيعي أن يكون لإيران ميليشيات شيعية، ونكون طائفيين إذ نفكر بحشد شعبي سني؟
إن المواجهة الحالية مع المشروع الإيراني، لن تجدي فيها الجيوش النظامية، فعناصر التفوق ستكون لصالح إيران.
لن يفلح مع إيران، إلا المواجهة بالمثل، فالحديد لا يفله إلا الحديد، والمرحلة تستوجب الضرب في الظلام وتحت الحزام.
*إنني أخص بالذكر هنا دول الخليج، والتي هي على خط المواجهة الأول، وأكثر الدول استهدافا من قِبل الأطماع الإيرانية.
وأعني في دائرة أكثر خصوصية، المملكة السعودية التي تقوم بدور الرائد والقائد لمجلس التعاون الخليجي.
إننا نستطيع ضرب المشروع الإيراني
عن طريق زرع ورعاية ودعم حشد سني في اليمن،
وهو ما نادى به الدكتور عبد الله النفيسي ..
ورعاية ودعم وتمويل حشد سُنّي في العراق
لتكون في مواجهة الحشد الشعبي الشيعي الذي يعيث في الأرض فسادا،
ويقتل ويعتقل ويُهجر أهل السنة والعالم لا يُحرّك ساكنا ..
وذات الأمر في سوريا، بل ينبغي رعاية الجماعات السنية المسلحة في الأحواز للتصدي لهذا العبث الإيراني.
والواجب أن تُوجّه الجهود إلى احتواء المقاومة الفلسطينية، وإنقاذها من الوقوع فريسة لإيران من أجل الدعم في الوقت الذي تخلت الحكومات العربية عن تلك الفصائل.
*الأمر يتطلب فتح صفحات جديدة بين النظام السعودي الجديد -
الذي أخذ على عاتقه حماية المنطقة من النفوذ الإيراني – وبين الجماعات المسلحة التي يمكن الالتقاء معها على أرضية مشتركة، خاصة
وأن الفكرة الإسلامية ونصرتها واضحة في ملامح الحكومة الجديدة عن ذي قبل.
وقد بدأت المملكة السعودية بالفعل مرحلة جديدة في التعامل مع التيار الإسلامي أرجو أن يكون لها ما بعدها مما أنشده.
هذا التوجه أرى أنه مناسب لقواعد اللعبة الجديدة في المنطقة،
وهو من شأنه أن يُحدث التوازن في الصراع، ويُجنّب الدخول في حرب مفتوحة تستخدم فيها الجيوش النظامية.
قد تكون الفكرة فيها روح الخيال نوعًا ما، في ظل الظروف الحالية والعلاقات المتوترة المتأزمة بين الجماعات المسلحة وبين الأنظمة، لكنّها ممكنة، وقابلة للتطبيق.
المصدر : خاص - شؤون خليجية
أتساءل :
لماذا التنافر والتناحر والصراع بين الأنظمة العربية وبين الجماعات الإسلامية المسلحة،
في الوقت الذي ترعى إيران الجماعات الشيعية المسلحة وتُنشئها،
وتستخدمها كأداة في تنفيذ مشروعها في المنطقة؟
لم أرَ جوابًا لتساؤلي سوى عنصريْ "الثقة والفكرة الإسلامية".
*فالحكومات العربية وقعت في الصدام مع الجماعات الإسلامية السُنية
نظرا لتوغّل العلمانية في الأنظمة الحاكمة،
ورغبة تلك الجماعات في إقرار النظام الإسلامي الشامل،
في الوقت الذي لم تحتويها تلك الأنظمة،
واستجابت لهواجس تهمة رعاية الإرهاب التي صنع منها الغرب فزاعة للأنظمة العربية،
في حين سقطت بعض الأنظمة في التبعية المُطلقة لهذا الغرب،
وتزلفت إليه بمواجهة التيارات الإسلامية، للحفاظ على العروش.
وفي الوقت نفسه، كان الكثير من هذه الجماعات بعيدا عن النضج السياسي وتقدير المصالح والمفاسد،
ما فتح الطريق أمام هذا الصراع لكي يدخل في نفق مظلم لا يُرى له في الأفق ضياء.
*وفي المقابل، تتفانى الميلشيات الشيعية المسلحة في العمل وفق ما تمليه المصلحة العليا لإيران،
تحت راية ولاية الفقيه، تلك الفكرة الشيعية التي جمعت ولاء الشيعة في كل مكان للوطن الأم إيران،
والتي استعاضت بتلك الميليشيات عن الجيوش النظامية في صراعها مع دول المنطقة.
*وما الحشد الشعبي - الذي يحلّ محل الجيش النظامي العراقي في بسط سيطرة الحكومة الطائفية العميلة لإيران – عنا ببعيد.
فتلك الميلشيات الشيعية التي اجتمعت بغطاء حكومي رسمي تحت مسمى "الحشد الشعبي"،
تنوب عن الحكومة العراقية الطائفية - التي لا تخرج عن كونها ذراعًا إيرانيًا – في بسط سيطرة الحكومة على محافظات العراق،
لتصفية السنة وتهجيرهم، والعمل على إمضاء مشروع التقسيم،
الذي يتيح لإيران التمدد في دول الخليج.
*وقد كشفت صحيفة السياسة الكويتية عبر قيادي في تيار الصدر،
أن إيران تدرس توسيع دور مليشيا الحشد الشيعية في الأراضي السورية،
لمنع سقوط نظام الأسد، والذي مُني بخسائر فادحة وهزائم متتالية أمام كتائب الثوار.
وذلك للاستعاضة بالحشد الشعبي عن حزب الله اللبناني الذي يواجه مشكلات عديدة مع الدولة اللبنانية وشيعة لبنان،
في حين يتمتع الحشد بشعبية كبيرة في الأوساط الشيعية في العراق.
فإيران تعتمد في بسط هيمنتها على الميلشيات الشيعية المسلحة، كالحشد الشعبي في العراق، وحزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وحزب الله في البحرين، وفي معظم البقاع في المنطقة له كيانات مسلحة لا تخرج عن الاستراتيجية الإيرانية.
والسؤال هنا: أين الحشد الشعبي السنّي؟
هل هو أمر طبيعي أن يكون لإيران ميليشيات شيعية، ونكون طائفيين إذ نفكر بحشد شعبي سني؟
إن المواجهة الحالية مع المشروع الإيراني، لن تجدي فيها الجيوش النظامية، فعناصر التفوق ستكون لصالح إيران.
لن يفلح مع إيران، إلا المواجهة بالمثل، فالحديد لا يفله إلا الحديد، والمرحلة تستوجب الضرب في الظلام وتحت الحزام.
*إنني أخص بالذكر هنا دول الخليج، والتي هي على خط المواجهة الأول، وأكثر الدول استهدافا من قِبل الأطماع الإيرانية.
وأعني في دائرة أكثر خصوصية، المملكة السعودية التي تقوم بدور الرائد والقائد لمجلس التعاون الخليجي.
إننا نستطيع ضرب المشروع الإيراني
عن طريق زرع ورعاية ودعم حشد سني في اليمن،
وهو ما نادى به الدكتور عبد الله النفيسي ..
ورعاية ودعم وتمويل حشد سُنّي في العراق
لتكون في مواجهة الحشد الشعبي الشيعي الذي يعيث في الأرض فسادا،
ويقتل ويعتقل ويُهجر أهل السنة والعالم لا يُحرّك ساكنا ..
وذات الأمر في سوريا، بل ينبغي رعاية الجماعات السنية المسلحة في الأحواز للتصدي لهذا العبث الإيراني.
والواجب أن تُوجّه الجهود إلى احتواء المقاومة الفلسطينية، وإنقاذها من الوقوع فريسة لإيران من أجل الدعم في الوقت الذي تخلت الحكومات العربية عن تلك الفصائل.
*الأمر يتطلب فتح صفحات جديدة بين النظام السعودي الجديد -
الذي أخذ على عاتقه حماية المنطقة من النفوذ الإيراني – وبين الجماعات المسلحة التي يمكن الالتقاء معها على أرضية مشتركة، خاصة
وأن الفكرة الإسلامية ونصرتها واضحة في ملامح الحكومة الجديدة عن ذي قبل.
وقد بدأت المملكة السعودية بالفعل مرحلة جديدة في التعامل مع التيار الإسلامي أرجو أن يكون لها ما بعدها مما أنشده.
هذا التوجه أرى أنه مناسب لقواعد اللعبة الجديدة في المنطقة،
وهو من شأنه أن يُحدث التوازن في الصراع، ويُجنّب الدخول في حرب مفتوحة تستخدم فيها الجيوش النظامية.
قد تكون الفكرة فيها روح الخيال نوعًا ما، في ظل الظروف الحالية والعلاقات المتوترة المتأزمة بين الجماعات المسلحة وبين الأنظمة، لكنّها ممكنة، وقابلة للتطبيق.
المصدر : خاص - شؤون خليجية