قالت مصادر لـ«الوطن» إن أعمال فحص جهاز الحاسب الآلى فى معمل تحليل البصمة الوراثية «DNA»، كشفت عن قيام الطبيب أسامة.م. أ بحذف جميع المعلومات المحفوظة على الجهاز احتجاجاً على قرار نقله من معمل البصمة الوراثية إلى المعمل الطبى فى المصلحة ذاتها.
وأوضحت المصادر لـ«الوطن» تفاصيل المعلومات المحذوفة التى أحدثت حالة من الارتباك داخل أروقة الطب الشرعى بسبب خطورتها وأهميتها خاصة تحليل البصمة الوراثية لقضايا الإرهاب والإرهابيين الذين تمت تصفيتهم من جانب القوات المسلحة والشرطة فى سيناء وعدد من المحافظات، كما طالت عمليات الحذف جميع البيانات الخاصة بتحليل البصمة الوراثية لجثث عناصر تنظيم الإخوان الذين فارقوا الحياة أثناء عملية فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، إضافة إلى تحليل البصمة الوراثية للجثث المجهولة التى جرى العثور عليها على مستوى الجمهورية، وجميع المعلومات الخاصة بتحليل البصمة الوراثية فى قضايا النسب والاغتصاب وهتك العرض فى القاهرة والمحافظات، ما تسبب فى إحداث حالة من الارتباك داخل المصلحة لعدم وجود نسخة أخرى من المعلومات المحذوفة.
وقالت مصادر فى مصلحة الطب الشرعى إن الواقعة تحاط بسياج من السرية بسبب الخسائر الكبيرة الناتجة عن حذف البيانات المهمة والتى تعتبر معلومات «أمن قومى» وتسريبها يعد «خيانة عظمى» وكان من الضرورى إيقاف الطبيب عن عمله وإحالته إلى النيابة العامة لكن جرى التستر على الواقعة وأجريت تحقيقات إدارية انتهت بتوقيع عقوبة 3 أيام جزاء فى ملف عمله.
أنصار «الإرهابية» حولوا ميدان رابعة العدوية إلى ثكنة عسكرية
وأضافت المصادر أن الواقعة حدثت بسبب احتجاج الطبيب على نقله من معمل البصمة الوراثية، فى حركة التنقلات الأخيرة التى شهدتها المصلحة عقب نشر «الوطن» أن 20% من العاملين فى الطب الشرعى «إخوان» ونشر عدد من أسماء الإخوان العاملين فى المصلحة والمعمل الطبى والمستندات التى تؤكد انتماءهم لتنظيم الإخوان، والتى على إثرها أصدر المستشار عبدالرحيم الصغير مساعد وزير العدل للخبراء والطب الشرعى حركة تنقلات واسعة.
وقال فريد حشيش، مدير إدارى بمصلحة الطب الشرعى - قطاع القليوبية، لـ«الوطن»، إن الطب الشرعى لديه معمل واحد فقط لتحليل «دى إن إيه»، وهو أخطر مكان فى المصلحة، وتوجد تعليمات تمنع دخوله نهائياً، وتسمح فقط لـ3 مديرين بالدخول نظراً لأهمية المكان، حيث يشهد ذلك المعمل وجود عينات كل جثث الإرهابيين التى تأتى إلى الطب الشرعى عن طريق القوات المسلحة والداخلية لعمل تحليل «دى إن إيه» لها للكشف عن هويتهم، إضافة إلى وجود عينات لجميع الجثث المجهولة على مستوى الجمهورية، وتحاليل جميع الجثث المجهولة التى عثر عليها خلال الأحداث التى شهدتها البلاد منذ ثورة 25 يناير وحتى اليوم، من بينها جثث مجهولة خاصة بفض اعتصامى رابعة والنهضة، وجميع أحداث العنف التى شهدتها البلاد بعد عزل محمد مرسى.
الجهات المسئولة تحيط الواقعة بالسرية وإحالة الطبيب للنيابة ومعاقبته بـ 3 أيام جزاء
وأضاف «حشيش» أن كل محافظة أو قطاع للطب الشرعى يشمل عدة محافظات فى حال طلب تحليل «دى إن إيه» تُرسل العينات إلى المعمل وعند ظهور النتيجة، لا يجرى إرسالها إلى القطاع صاحب العينات مرة أخرى بل تظل نتيجة التحاليل على جهاز الكمبيوتر الخاص بمعمل «دى إن إيه» وفى حال التعرف على الجثة يرسل قطاع الطب الشرعى أسرة المتوفى إلى معمل «دى إن إيه» لأخذ بيانات منها ومطابقتها بعينات الجثة، وحفظها أيضاً على الجهاز وإرسال التقرير فقط فتكون العينات مطابقة أو غير مطابقة، ويتم الاحتفاظ بنتيجة التحاليل على الكمبيوتر حتى العثور على أهلية الجثة أو التوصل إلى هويتها من خلال جمع التحريات ويتم مطابقتها بتحليل «دى إن إيه»، بالإضافة إلى تحاليل الـ «دى إن إيه» الخاصة بقضايا النسب وجرائم الاغتصاب وهتك العرض، وغيرها من القضايا التى تعتمد فى الوصول إلى الحقيقة على إجراء تحليل لـ«دى إن إيه».
وأشار «حشيش» إلى أن ما فعله الطبيب أسامة يعد «جناية» وكان لا بد من إحالته للنيابة العامة ولكن كبار المسئولين فى وزارة العدل رفضوا إحالته للنيابة واكتفوا بالتحقيق معه داخل الوزارة خوفاً من وصول الخبر إلى الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة حيث إن ما فعله الطبيب جعل مصلحة الطب الشرعى دون بيانات نهائياً، ولم يكتف بذلك بل قام بإخفاء «الهارد ديسك»، ما جعل كمبيوتر المصلحة حتى الآن عبارة عن قطعة حديد، وأكد «حشيش» أن وزير العدل اكتفى بخصم 3 أيام من راتب الطبيب وتنفيذ نقله من معمل «دى إن إيه» إلى المعمل الطبى.
حذف البيانات يتسبب فى حالة ارتباك داخل «المصلحة» لعدم وجود نسخة أخرى منها
وتابع «حشيش» أن وزارة العدل أصدرت تعليمات صارمة للعاملين فى الطب الشرعى بعدم تسريب هذا الخبر إلى الصحافة، وفى حالة التسريب سيتم فصل من قام بتسريبه من خلال إحالته لمجلس تأديب، وأوضح «حشيش» أن الطب الشرعى بعد حذف جميع البيانات من كمبيوتر المصلحة أصبح مثل الجثث التى توجد فى ثلاجات المشرحة، وأكد أنه لن يصمت عن الفساد وسوف يواصل كشف الفساد داخل الطب الشرعى، لأنه تم توقيع عقاب عليه بالخصم شهراً من راتبه، بعد تصويره تقرير طب شرعى كانت الطبيبة الشرعية سعاد عبدالغفار وزوجها الدكتور عاطف طه تلاعبا فيه لتبرئة متهم، وكان ذلك بتكليف من الدكتور إحسان كميل رئيس مصلحة الطب الشرعى الأسبق. وقال المستشار محمد فرغلى مساعد وزير العدل الأسبق إنه جرى إحالتهم جميعاً إلى النيابة الإدارية والتى أحالته لمحاكمة تأديبية هو واثنين آخرين وتعرضوا للخصم شهراً، وتابع «حشيش» أن الطبيب أسامة يدمر مصلحة الطب الشرعى ويُعاقب من خلال التحقيق معه بمعرفة وزارة العدل ويتم خصم 3 أيام فقط من راتبه، وفى النهاية ناشد «حشيش» وزير العدل قائلاً «أين العدل يا وزير العدل؟».
قال مصدر بـ«الطب الشرعى»، طلب عدم ذكر اسمه، إن انفراد «الوطن» فى عددها الصادر أمس خلق حالة من الارتباك داخل وزارة العدل ومصلحة الطب الشرعى، وأعلن الدكتور محمود أحمد على، كبير الأطباء الشرعيين، رئيس مصلحة الطب الشرعى، حالة الطوارئ داخل المصلحة واجتمع بجميع العاملين فى المصلحة فى محاولة للم الشمل مرة أخرى داخل المصلحة بعد حالة التفكك والصراعات التى شهدتها المصلحة مؤخراً.
وأضاف المصدر أن ما حدث من طبيب المعمل من قيامه بحذف بيانات البصمة الوراثية الخاصة بالجثث المجهولة وقضايا الاغتصاب وهتك العرض والنسب من جهاز الكمبيوتر الخاص بمعمل الـ«دى إن إيه» كارثة بكل المقاييس.
وشرح المصدر، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن ما حدث يعتبر بمثابة حكم براءة للإرهابيين والهاربين من عقوبة الإعدام والسجن المؤبد، موضحاً أن جثث الإرهابيين الذين تتم تصفيتهم بواسطة القوات المسلحة أو الشرطة أو الذين ينفذون عمليات انتحارية، يتم أخذ عينات منهم لإجراء تحليل البصمة الوراثية «دى إن إيه» وذلك حتى يتم التوصل إلى معرفة هويتهم، وبعد ذلك يتم حفظ نتيجة التحاليل على كمبيوتر معمل البصمة الوراثية، حتى تقوم الأجهزة الأمنية بحصر جميع بلاغات التغيب وإحضار الأسر لأخذ عينات منهم ومطابقتها بعد ذلك بعينات الإرهابيين الموجودة على كمبيوتر المعمل.
وتابع المصدر: هذا الإجراء يعتبر «أمن قومى» للوصول إلى هوية المتهمين، وبالتأكيد بعد حذف جميع بيانات كمبيوتر البصمة الوراثية، أصبح من المستحيل أن يتم التوصل إلى هوية جميع الإرهابيين الذين تمت تصفيتهم أو فجروا أنفسهم فى عمليات انتحارية، وبذلك يكون الطبيب قد حكم على هؤلاء الإرهابيين بالبراءة، كما أن ما حدث قد يشجع بعض الفاسدين على مساعدة المحكوم عليهم بالإعدام والمؤبد فى الهروب من تلك الأحكام، وذلك عند قيام أسر أحد الهاربين من تلك الأحكام بالادعاء بأن إحدى الجثث المجهولة خاصة بنجلهم، وبذلك يستطيع أن يستخرجوا له شهادة وفاة، وبذلك تسقط عنه العقوبة، وفى هذه الحالة سوف يقف الطب الشرعى عاجزاً لعدم وجود بيانات تلك الجثة المجهولة على الكمبيوتر، فأمامه اختياران؛ الأول أن يكتب فى التقرير أن العينات غير متطابقة، والاختيار الثانى أن يقول إن العينات متطابقة، وهو الاختيار الذى سوف يقبل عليه الفاسدون.
وأضاف: هذا أيضاً ينطبق على الجثث المجهولة التى يتم العثور عليها فى جميع محافظات الجمهورية، حيث كل محافظة تابعة لقطاع طب شرعى تقوم بإرسال العينة إلى معمل البصمة الوراثية فى القاهرة ويتم تحليل العينات وحفظها على جهاز الكمبيوتر، استعداداً فى حالة التعرف على صورة الجثة من خلال الأدلة الجنائية بمديرية الأمن التابعة لها لأن يتم إرسال الأسرة إلى معمل تحليل البصمة الوراثية وتؤخذ عينات من الأهل ويتم مطابقتها بتحليل الـ«دى إن إيه» الخاص بجثة المتوفى، الذى تم حفظه على جهاز الكمبيوتر، وفى حالة عدم وجود التحاليل على الجهاز لن يتم التوصل إلى هويته لأن الجثة تم دفنها ولا يمكن استخراجها مرة أخرى لصعوبة أخذ عينات من الجثة لتحليل الـ«دى إن إيه» بعد تحللها، وأشار المصدر إلى أن معمل الـ«دى إن إيه»، أو البصمة الوراثية، يقوم بتحليل أكثر من 1500 عينة خلال العام الواحد خاصة بجثث الإرهابيين والجثث المجهولة وقضايا النسب وهتك العرض والاغتصاب، وأن ما حدث من حذف بيانات تلك القضايا يكون قد حكم على أكثر من 10 آلاف جثة أن تظل مجهولة الهوية حتى قيام الساعة.
وقال فريد حشيش، المدير الإدارى بقطاع طب شرعى القليوبية، إن وزارة العدل أرسلت له طلب حضور للتحقيق معه فيما هو منشور على لسانه من تصريحات فى الجريدة، وأضاف «حشيش» أن الوزارة أيضاً قامت باستدعاء الطبيب أسامة، ورجح «حشيش» أن استدعاءه بسبب تسريب معلومات للصحافة؛ لأن هذه الواقعة كانت محل تعتيم من جميع المسئولين فى وزارة العدل والطب الشرعى، وأنهى «حشيش» كلامه بأنه اعتاد كشف الفساد فى مصلحة الطب الشرعى وإحالته للمحاكمة التأديبية.
وأوضحت المصادر لـ«الوطن» تفاصيل المعلومات المحذوفة التى أحدثت حالة من الارتباك داخل أروقة الطب الشرعى بسبب خطورتها وأهميتها خاصة تحليل البصمة الوراثية لقضايا الإرهاب والإرهابيين الذين تمت تصفيتهم من جانب القوات المسلحة والشرطة فى سيناء وعدد من المحافظات، كما طالت عمليات الحذف جميع البيانات الخاصة بتحليل البصمة الوراثية لجثث عناصر تنظيم الإخوان الذين فارقوا الحياة أثناء عملية فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، إضافة إلى تحليل البصمة الوراثية للجثث المجهولة التى جرى العثور عليها على مستوى الجمهورية، وجميع المعلومات الخاصة بتحليل البصمة الوراثية فى قضايا النسب والاغتصاب وهتك العرض فى القاهرة والمحافظات، ما تسبب فى إحداث حالة من الارتباك داخل المصلحة لعدم وجود نسخة أخرى من المعلومات المحذوفة.
وقالت مصادر فى مصلحة الطب الشرعى إن الواقعة تحاط بسياج من السرية بسبب الخسائر الكبيرة الناتجة عن حذف البيانات المهمة والتى تعتبر معلومات «أمن قومى» وتسريبها يعد «خيانة عظمى» وكان من الضرورى إيقاف الطبيب عن عمله وإحالته إلى النيابة العامة لكن جرى التستر على الواقعة وأجريت تحقيقات إدارية انتهت بتوقيع عقوبة 3 أيام جزاء فى ملف عمله.
أنصار «الإرهابية» حولوا ميدان رابعة العدوية إلى ثكنة عسكرية
وأضافت المصادر أن الواقعة حدثت بسبب احتجاج الطبيب على نقله من معمل البصمة الوراثية، فى حركة التنقلات الأخيرة التى شهدتها المصلحة عقب نشر «الوطن» أن 20% من العاملين فى الطب الشرعى «إخوان» ونشر عدد من أسماء الإخوان العاملين فى المصلحة والمعمل الطبى والمستندات التى تؤكد انتماءهم لتنظيم الإخوان، والتى على إثرها أصدر المستشار عبدالرحيم الصغير مساعد وزير العدل للخبراء والطب الشرعى حركة تنقلات واسعة.
وقال فريد حشيش، مدير إدارى بمصلحة الطب الشرعى - قطاع القليوبية، لـ«الوطن»، إن الطب الشرعى لديه معمل واحد فقط لتحليل «دى إن إيه»، وهو أخطر مكان فى المصلحة، وتوجد تعليمات تمنع دخوله نهائياً، وتسمح فقط لـ3 مديرين بالدخول نظراً لأهمية المكان، حيث يشهد ذلك المعمل وجود عينات كل جثث الإرهابيين التى تأتى إلى الطب الشرعى عن طريق القوات المسلحة والداخلية لعمل تحليل «دى إن إيه» لها للكشف عن هويتهم، إضافة إلى وجود عينات لجميع الجثث المجهولة على مستوى الجمهورية، وتحاليل جميع الجثث المجهولة التى عثر عليها خلال الأحداث التى شهدتها البلاد منذ ثورة 25 يناير وحتى اليوم، من بينها جثث مجهولة خاصة بفض اعتصامى رابعة والنهضة، وجميع أحداث العنف التى شهدتها البلاد بعد عزل محمد مرسى.
الجهات المسئولة تحيط الواقعة بالسرية وإحالة الطبيب للنيابة ومعاقبته بـ 3 أيام جزاء
وأضاف «حشيش» أن كل محافظة أو قطاع للطب الشرعى يشمل عدة محافظات فى حال طلب تحليل «دى إن إيه» تُرسل العينات إلى المعمل وعند ظهور النتيجة، لا يجرى إرسالها إلى القطاع صاحب العينات مرة أخرى بل تظل نتيجة التحاليل على جهاز الكمبيوتر الخاص بمعمل «دى إن إيه» وفى حال التعرف على الجثة يرسل قطاع الطب الشرعى أسرة المتوفى إلى معمل «دى إن إيه» لأخذ بيانات منها ومطابقتها بعينات الجثة، وحفظها أيضاً على الجهاز وإرسال التقرير فقط فتكون العينات مطابقة أو غير مطابقة، ويتم الاحتفاظ بنتيجة التحاليل على الكمبيوتر حتى العثور على أهلية الجثة أو التوصل إلى هويتها من خلال جمع التحريات ويتم مطابقتها بتحليل «دى إن إيه»، بالإضافة إلى تحاليل الـ «دى إن إيه» الخاصة بقضايا النسب وجرائم الاغتصاب وهتك العرض، وغيرها من القضايا التى تعتمد فى الوصول إلى الحقيقة على إجراء تحليل لـ«دى إن إيه».
وأشار «حشيش» إلى أن ما فعله الطبيب أسامة يعد «جناية» وكان لا بد من إحالته للنيابة العامة ولكن كبار المسئولين فى وزارة العدل رفضوا إحالته للنيابة واكتفوا بالتحقيق معه داخل الوزارة خوفاً من وصول الخبر إلى الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة حيث إن ما فعله الطبيب جعل مصلحة الطب الشرعى دون بيانات نهائياً، ولم يكتف بذلك بل قام بإخفاء «الهارد ديسك»، ما جعل كمبيوتر المصلحة حتى الآن عبارة عن قطعة حديد، وأكد «حشيش» أن وزير العدل اكتفى بخصم 3 أيام من راتب الطبيب وتنفيذ نقله من معمل «دى إن إيه» إلى المعمل الطبى.
حذف البيانات يتسبب فى حالة ارتباك داخل «المصلحة» لعدم وجود نسخة أخرى منها
وتابع «حشيش» أن وزارة العدل أصدرت تعليمات صارمة للعاملين فى الطب الشرعى بعدم تسريب هذا الخبر إلى الصحافة، وفى حالة التسريب سيتم فصل من قام بتسريبه من خلال إحالته لمجلس تأديب، وأوضح «حشيش» أن الطب الشرعى بعد حذف جميع البيانات من كمبيوتر المصلحة أصبح مثل الجثث التى توجد فى ثلاجات المشرحة، وأكد أنه لن يصمت عن الفساد وسوف يواصل كشف الفساد داخل الطب الشرعى، لأنه تم توقيع عقاب عليه بالخصم شهراً من راتبه، بعد تصويره تقرير طب شرعى كانت الطبيبة الشرعية سعاد عبدالغفار وزوجها الدكتور عاطف طه تلاعبا فيه لتبرئة متهم، وكان ذلك بتكليف من الدكتور إحسان كميل رئيس مصلحة الطب الشرعى الأسبق. وقال المستشار محمد فرغلى مساعد وزير العدل الأسبق إنه جرى إحالتهم جميعاً إلى النيابة الإدارية والتى أحالته لمحاكمة تأديبية هو واثنين آخرين وتعرضوا للخصم شهراً، وتابع «حشيش» أن الطبيب أسامة يدمر مصلحة الطب الشرعى ويُعاقب من خلال التحقيق معه بمعرفة وزارة العدل ويتم خصم 3 أيام فقط من راتبه، وفى النهاية ناشد «حشيش» وزير العدل قائلاً «أين العدل يا وزير العدل؟».
قال مصدر بـ«الطب الشرعى»، طلب عدم ذكر اسمه، إن انفراد «الوطن» فى عددها الصادر أمس خلق حالة من الارتباك داخل وزارة العدل ومصلحة الطب الشرعى، وأعلن الدكتور محمود أحمد على، كبير الأطباء الشرعيين، رئيس مصلحة الطب الشرعى، حالة الطوارئ داخل المصلحة واجتمع بجميع العاملين فى المصلحة فى محاولة للم الشمل مرة أخرى داخل المصلحة بعد حالة التفكك والصراعات التى شهدتها المصلحة مؤخراً.
وأضاف المصدر أن ما حدث من طبيب المعمل من قيامه بحذف بيانات البصمة الوراثية الخاصة بالجثث المجهولة وقضايا الاغتصاب وهتك العرض والنسب من جهاز الكمبيوتر الخاص بمعمل الـ«دى إن إيه» كارثة بكل المقاييس.
وشرح المصدر، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن ما حدث يعتبر بمثابة حكم براءة للإرهابيين والهاربين من عقوبة الإعدام والسجن المؤبد، موضحاً أن جثث الإرهابيين الذين تتم تصفيتهم بواسطة القوات المسلحة أو الشرطة أو الذين ينفذون عمليات انتحارية، يتم أخذ عينات منهم لإجراء تحليل البصمة الوراثية «دى إن إيه» وذلك حتى يتم التوصل إلى معرفة هويتهم، وبعد ذلك يتم حفظ نتيجة التحاليل على كمبيوتر معمل البصمة الوراثية، حتى تقوم الأجهزة الأمنية بحصر جميع بلاغات التغيب وإحضار الأسر لأخذ عينات منهم ومطابقتها بعد ذلك بعينات الإرهابيين الموجودة على كمبيوتر المعمل.
وتابع المصدر: هذا الإجراء يعتبر «أمن قومى» للوصول إلى هوية المتهمين، وبالتأكيد بعد حذف جميع بيانات كمبيوتر البصمة الوراثية، أصبح من المستحيل أن يتم التوصل إلى هوية جميع الإرهابيين الذين تمت تصفيتهم أو فجروا أنفسهم فى عمليات انتحارية، وبذلك يكون الطبيب قد حكم على هؤلاء الإرهابيين بالبراءة، كما أن ما حدث قد يشجع بعض الفاسدين على مساعدة المحكوم عليهم بالإعدام والمؤبد فى الهروب من تلك الأحكام، وذلك عند قيام أسر أحد الهاربين من تلك الأحكام بالادعاء بأن إحدى الجثث المجهولة خاصة بنجلهم، وبذلك يستطيع أن يستخرجوا له شهادة وفاة، وبذلك تسقط عنه العقوبة، وفى هذه الحالة سوف يقف الطب الشرعى عاجزاً لعدم وجود بيانات تلك الجثة المجهولة على الكمبيوتر، فأمامه اختياران؛ الأول أن يكتب فى التقرير أن العينات غير متطابقة، والاختيار الثانى أن يقول إن العينات متطابقة، وهو الاختيار الذى سوف يقبل عليه الفاسدون.
وأضاف: هذا أيضاً ينطبق على الجثث المجهولة التى يتم العثور عليها فى جميع محافظات الجمهورية، حيث كل محافظة تابعة لقطاع طب شرعى تقوم بإرسال العينة إلى معمل البصمة الوراثية فى القاهرة ويتم تحليل العينات وحفظها على جهاز الكمبيوتر، استعداداً فى حالة التعرف على صورة الجثة من خلال الأدلة الجنائية بمديرية الأمن التابعة لها لأن يتم إرسال الأسرة إلى معمل تحليل البصمة الوراثية وتؤخذ عينات من الأهل ويتم مطابقتها بتحليل الـ«دى إن إيه» الخاص بجثة المتوفى، الذى تم حفظه على جهاز الكمبيوتر، وفى حالة عدم وجود التحاليل على الجهاز لن يتم التوصل إلى هويته لأن الجثة تم دفنها ولا يمكن استخراجها مرة أخرى لصعوبة أخذ عينات من الجثة لتحليل الـ«دى إن إيه» بعد تحللها، وأشار المصدر إلى أن معمل الـ«دى إن إيه»، أو البصمة الوراثية، يقوم بتحليل أكثر من 1500 عينة خلال العام الواحد خاصة بجثث الإرهابيين والجثث المجهولة وقضايا النسب وهتك العرض والاغتصاب، وأن ما حدث من حذف بيانات تلك القضايا يكون قد حكم على أكثر من 10 آلاف جثة أن تظل مجهولة الهوية حتى قيام الساعة.
وقال فريد حشيش، المدير الإدارى بقطاع طب شرعى القليوبية، إن وزارة العدل أرسلت له طلب حضور للتحقيق معه فيما هو منشور على لسانه من تصريحات فى الجريدة، وأضاف «حشيش» أن الوزارة أيضاً قامت باستدعاء الطبيب أسامة، ورجح «حشيش» أن استدعاءه بسبب تسريب معلومات للصحافة؛ لأن هذه الواقعة كانت محل تعتيم من جميع المسئولين فى وزارة العدل والطب الشرعى، وأنهى «حشيش» كلامه بأنه اعتاد كشف الفساد فى مصلحة الطب الشرعى وإحالته للمحاكمة التأديبية.