حين تريد أميركا تحريري وإسعادي !
ما من دولة في العالم تلطخت يداها بالدماء البريئة كما هي أميركا، وما من سياسة عدوانية باطشة مستبدة أكثر بشاعةً وعنجهيةً من السياسة الأميركية.
دولةٌ غرق تاريخها بكامله في وحل استعباد الدول واضطهادها، وفرض أشكال الاستعمار والعنصرية والتدخلات عليها.
لذا فلا نخالف الحقيقة إن قلنا إن شعوب العالم بأسرها تضمر شعورا ساخطا ناقما على هذه السياسة الإمبريالية الغاشمة. ولذلك تظل هذه الشعوب دوما تتوجس الريبة والحذر من المواقف الأميركية تجاه بلدانهم، فتلك الشعارات التي تروّج لها أميركا بأنها «راعية» العدالة والقوانين الإنسانية الدولية، و»حامية» الحريات واستقلال ومصالح الشعوب، لا يكاد حتى الأميركان أنفسهم يؤمنون بها أو يصدقونها!!
وفيما عدا بعض الحكومات العميلة الفاسدة، وفئات قليلة من المفتونين بزيف الحضارة الأميركية وديمقراطيتها الخادعة، فإن أحرار وشرفاء العالم ما زالوا مدركين للمخططات الأميركية وأهدافها الطامعة، رافضين لأي تدنيس أميركي لأوطانهم وهوياتهم وحرياتهم.
كيف لي أن أصدّق أن أميركا وحلفاءها الأوروبيين الذين قادوا آلتهم العسكرية وخططهم السياسية القذرة لقتل المسلمين في كل مكان، وإضعافهم وإنهاكهم سياسيا واقتصاديا، وغزوهم فكريا وثقافيا.. كيف أقتنع فجأة أنهم باتوا حريصين على مصالحنا وتلبية احتياجاتنا؟!
كيف لي -كامرأة مسلمة- أن أشاهد الوحشية الصهيوأميركية تقف بشكل مباشر وغير مباشر أمام قتل المسلمات وتعذيبهن وأسرهن ومرضهن وفقرهن، في فلسطين والعراق وسوريا وأفغانستان وغيرها ... ثم أقتنع بأن أميركا هذه تدعمني كمسلمة سعودية وتساعدني وتهتم لمصالحي؟!
تلك السياسة العوراء التي عجزت عن حل مشكلة المرأة الأميركية في الداخل وفشلت في حمايتها وإنقاذها من ملايين الجرائم المرتكبة ضدها: كجرائم العنف: «القتل والضرب والاغتصاب» و جرائم التمييز والمشكلات الصحية والنفسية المتراكمة والمتزايدة بنسب عالية وخطيرة. ثم تأتي اليوم لتعلن دعمها ومساندتها القوية لحقوق المرأة السعودية
زيارات وتصريحات ورسائل، من الرئيس الأميركي ومبعوثيه والكونجرس والمنظمات الأميركية ووسائل الإعلام إلى غير ذلك من مظاهر الاهتمام الأوروبي عبر الرئيس الفرنسي والبرلمان البريطاني وغيرهما.
كلها تدعو لتحرير المرأة السعودية ومشاركتها السياسية ولإسقاط ما يُعرف شرعا بالولاية والقوامة.
وكما تسابق أولئك للاحتفاء بما صوروه نصرا مؤزرا عندما دخلت مجلس الشورى، يتكرر ذلك منهم هذه الأيام مع خوض السعوديات للتجربة الانتخابية للمجالس البلدية.
وهو ذات التعاطي لإعلامنا وأدعياء الليبرالية عندنا الذين حوّلوا هذه الخطوة إلى فتح وطني مجيد!
فكأنما انضمام بعض النساء إلى مجلس الشورى لدراسة بعض القرارات والأخذ والرد حولها جعل من ذلك المجلس أكثر نفعا وفعالية ووزناً مما كان عليه!!
أو أن دخولهن المجالس البلدية ومراقبة الشوارع والحدائق والأحياء ستُنجح مشاريعنا المتعثرة وتطوّر مدننا فجأةً!!
أو أن حصولهن على هذه المطالب السياسية المزعومة ستعالج مشكلات المرأة السعودية الرئيسية وتخفف من معاناتها في قضايا أساسية تتعلق بكرامتها وإنسانيتها، وتحسين مستوى خدمات الصحة والتعليم والقضاء والنقل المقدمة لها.
أو كأنما انتهت هموم المرأة وسوّيت قضاياها العالقة فلم يبق إلا إقحامها فيما ليس من شأنها مما يمكن أن يتولاه الرجل!
تقارير ووثائق ووقائع تشير لضغوط المنظمات الدولية وجهات غربية لإحداث تغيرات تفرضها وتحددها أميركا ذاتها "وهنا لا يهمهم إن كانت هذه التغييرات تتلاءم مع توجهات أهل البلد الدينية والاجتماعية، ورغباتهم وما يرونه محققا لمصالحهم، أو تتعارض تماما مع إرادتهم وخيارهم".
أفلا يحق للسعوديين بعد هذه التدخلات والتحركات تحديدا وما سبقها من أحداث أن يشتبهوا ويشككوا في مثل هذه التدخلات في شؤونهم الداخلية وقراراتهم المجتمعية الخاصة، ويعترضوا عليها؟
لقد ضاق المجتمع السعودي ذرعا بتلك العلاقات التي تتكشف له يوما بعد آخر بين بعض مطالب الليبراليين و"الناشطات المتمردات على شرع الله" في الداخل والجهات الخارجية الداعمة.
فما بين إشارة الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله وحديثه التحذيري لزوّار السفارات والقنصليات الغربية، واعتراف بعض الشرفاء من المثقفين بمحاولة السفارة الأميركية أن تعرض عليهم مساعدات وحوافز مادية ومعنوية لخدمة أجندة غربية محددة ، وبين بعض التحركات المكشوفة والمرصودة لسفراء أميركا وبريطانيا وفرنسا لدعم وتعزيز خطط وأنشطة تغريبية في المجتمع، وخاصة ما يتعلق بقضايا المرأة، ثم التغطيات والمتابعات الإعلامية الهائلة من قبل وسائل إعلامهم لمواضيع سطحية وتافهة يثيرها بعض الصحافيين والكتاب السعوديين، وفيها الكثير من تشويه صورة المجتمع وخلط الحقائق وتضخيمها.
شواهد ودلائل كثيرة تجعلنا نحزن بحق لهذا الاستفزاز المتواصل والطرق الدائم لقضايانا الخاصة من قبل جهات خارجية، تقوم باستغلال أبناء وبنات الوطن ـ علموا أم لم يعلمواـ بغية إلحاق الأذى بمصالح البلد الحقيقية وإشغال أبنائه عما ينبغي العمل لأجله من أهداف عليا كأمن الوطن ووحدته ونهضته.
ريم آل عاطف
ما من دولة في العالم تلطخت يداها بالدماء البريئة كما هي أميركا، وما من سياسة عدوانية باطشة مستبدة أكثر بشاعةً وعنجهيةً من السياسة الأميركية.
دولةٌ غرق تاريخها بكامله في وحل استعباد الدول واضطهادها، وفرض أشكال الاستعمار والعنصرية والتدخلات عليها.
لذا فلا نخالف الحقيقة إن قلنا إن شعوب العالم بأسرها تضمر شعورا ساخطا ناقما على هذه السياسة الإمبريالية الغاشمة. ولذلك تظل هذه الشعوب دوما تتوجس الريبة والحذر من المواقف الأميركية تجاه بلدانهم، فتلك الشعارات التي تروّج لها أميركا بأنها «راعية» العدالة والقوانين الإنسانية الدولية، و»حامية» الحريات واستقلال ومصالح الشعوب، لا يكاد حتى الأميركان أنفسهم يؤمنون بها أو يصدقونها!!
وفيما عدا بعض الحكومات العميلة الفاسدة، وفئات قليلة من المفتونين بزيف الحضارة الأميركية وديمقراطيتها الخادعة، فإن أحرار وشرفاء العالم ما زالوا مدركين للمخططات الأميركية وأهدافها الطامعة، رافضين لأي تدنيس أميركي لأوطانهم وهوياتهم وحرياتهم.
كيف لي أن أصدّق أن أميركا وحلفاءها الأوروبيين الذين قادوا آلتهم العسكرية وخططهم السياسية القذرة لقتل المسلمين في كل مكان، وإضعافهم وإنهاكهم سياسيا واقتصاديا، وغزوهم فكريا وثقافيا.. كيف أقتنع فجأة أنهم باتوا حريصين على مصالحنا وتلبية احتياجاتنا؟!
كيف لي -كامرأة مسلمة- أن أشاهد الوحشية الصهيوأميركية تقف بشكل مباشر وغير مباشر أمام قتل المسلمات وتعذيبهن وأسرهن ومرضهن وفقرهن، في فلسطين والعراق وسوريا وأفغانستان وغيرها ... ثم أقتنع بأن أميركا هذه تدعمني كمسلمة سعودية وتساعدني وتهتم لمصالحي؟!
تلك السياسة العوراء التي عجزت عن حل مشكلة المرأة الأميركية في الداخل وفشلت في حمايتها وإنقاذها من ملايين الجرائم المرتكبة ضدها: كجرائم العنف: «القتل والضرب والاغتصاب» و جرائم التمييز والمشكلات الصحية والنفسية المتراكمة والمتزايدة بنسب عالية وخطيرة. ثم تأتي اليوم لتعلن دعمها ومساندتها القوية لحقوق المرأة السعودية
زيارات وتصريحات ورسائل، من الرئيس الأميركي ومبعوثيه والكونجرس والمنظمات الأميركية ووسائل الإعلام إلى غير ذلك من مظاهر الاهتمام الأوروبي عبر الرئيس الفرنسي والبرلمان البريطاني وغيرهما.
كلها تدعو لتحرير المرأة السعودية ومشاركتها السياسية ولإسقاط ما يُعرف شرعا بالولاية والقوامة.
وكما تسابق أولئك للاحتفاء بما صوروه نصرا مؤزرا عندما دخلت مجلس الشورى، يتكرر ذلك منهم هذه الأيام مع خوض السعوديات للتجربة الانتخابية للمجالس البلدية.
وهو ذات التعاطي لإعلامنا وأدعياء الليبرالية عندنا الذين حوّلوا هذه الخطوة إلى فتح وطني مجيد!
فكأنما انضمام بعض النساء إلى مجلس الشورى لدراسة بعض القرارات والأخذ والرد حولها جعل من ذلك المجلس أكثر نفعا وفعالية ووزناً مما كان عليه!!
أو أن دخولهن المجالس البلدية ومراقبة الشوارع والحدائق والأحياء ستُنجح مشاريعنا المتعثرة وتطوّر مدننا فجأةً!!
أو أن حصولهن على هذه المطالب السياسية المزعومة ستعالج مشكلات المرأة السعودية الرئيسية وتخفف من معاناتها في قضايا أساسية تتعلق بكرامتها وإنسانيتها، وتحسين مستوى خدمات الصحة والتعليم والقضاء والنقل المقدمة لها.
أو كأنما انتهت هموم المرأة وسوّيت قضاياها العالقة فلم يبق إلا إقحامها فيما ليس من شأنها مما يمكن أن يتولاه الرجل!
تقارير ووثائق ووقائع تشير لضغوط المنظمات الدولية وجهات غربية لإحداث تغيرات تفرضها وتحددها أميركا ذاتها "وهنا لا يهمهم إن كانت هذه التغييرات تتلاءم مع توجهات أهل البلد الدينية والاجتماعية، ورغباتهم وما يرونه محققا لمصالحهم، أو تتعارض تماما مع إرادتهم وخيارهم".
أفلا يحق للسعوديين بعد هذه التدخلات والتحركات تحديدا وما سبقها من أحداث أن يشتبهوا ويشككوا في مثل هذه التدخلات في شؤونهم الداخلية وقراراتهم المجتمعية الخاصة، ويعترضوا عليها؟
لقد ضاق المجتمع السعودي ذرعا بتلك العلاقات التي تتكشف له يوما بعد آخر بين بعض مطالب الليبراليين و"الناشطات المتمردات على شرع الله" في الداخل والجهات الخارجية الداعمة.
فما بين إشارة الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله وحديثه التحذيري لزوّار السفارات والقنصليات الغربية، واعتراف بعض الشرفاء من المثقفين بمحاولة السفارة الأميركية أن تعرض عليهم مساعدات وحوافز مادية ومعنوية لخدمة أجندة غربية محددة ، وبين بعض التحركات المكشوفة والمرصودة لسفراء أميركا وبريطانيا وفرنسا لدعم وتعزيز خطط وأنشطة تغريبية في المجتمع، وخاصة ما يتعلق بقضايا المرأة، ثم التغطيات والمتابعات الإعلامية الهائلة من قبل وسائل إعلامهم لمواضيع سطحية وتافهة يثيرها بعض الصحافيين والكتاب السعوديين، وفيها الكثير من تشويه صورة المجتمع وخلط الحقائق وتضخيمها.
شواهد ودلائل كثيرة تجعلنا نحزن بحق لهذا الاستفزاز المتواصل والطرق الدائم لقضايانا الخاصة من قبل جهات خارجية، تقوم باستغلال أبناء وبنات الوطن ـ علموا أم لم يعلمواـ بغية إلحاق الأذى بمصالح البلد الحقيقية وإشغال أبنائه عما ينبغي العمل لأجله من أهداف عليا كأمن الوطن ووحدته ونهضته.
ريم آل عاطف