خرج علينا رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس مغردًا على "توتير" قائلاً إنه "سيخاطب إيطاليا أو اليونان لتبيع له جزيرة يعلن استقلالها ويستضيف فيها اللاجئين ويوفر فرص عمل لهم ويبنوا بلدهم الجديد".
كانت تلك الكلمات تمثل اقتراحًا لحل مشكلة اللاجئين من وجهة نظر ساويرس، ولكن خروجه في هذا التوقيت يثير علامات استفهام كبيرة؛ فمشكلة اللاجئين ليست وليدة اللحظة، فعمرها من عمر الثورة السورية، وهي مشكلة تتفاقم يومًا بعد يوم، فاللاجئون السوريون ليسوا بضعة آلاف في المجر أو مقدونيا أو اليونان، بل وصل عددهم وفقًا لمفوضية شؤون اللاجئين إلى أربعة ملايين لاجئ منهم ١.٨ مليون لاجئ بتركيا، و١.١ مليون بلبنان، ٦٢٩ ألف بالأردن، ٢٤٩ ألف بالعراق، ١٣٢ ألف بمصر، فضلاً عن نزوح ٧.٦ ملايين شخص داخل سوريا، ويعيش أغلبهم فى ظروف معيشية قاسية؛ فماذا فعل بحق هؤلاء وماذا قدم لهم؟ بل ما هو تصرفه عندما أعلن النظام المصري -الذى يدعمه- عقب الثلاثين من يونيه فرض قيود على السوريين الموجودين داخل مصر كالحصول على تأشيرة مسبقة وإجراءات الإقامة، بل وصل الأمر إلى درجة أن هذا النظام فرّق بين الزوج وزجته، وبين أبناء العائلة الواحدة؛ بسبب تلك الإجراءات المتبعة منذ الثلاثين من يونيه؟!!
والغريب أن الحل الذي طرحه ساويرس يتوافق ويتماشى مع كلام بشار الاسد بأن سوريا ليست للسوريين ولمن يحملون جنسيتها، بل لمن يدافعون عنها كحزب الله وايران، كما أن وجهة نظره تطرح سؤالاً هل يقبل ساويرس بتهجير طائفة من المصريين من وطنهم وشراء جزيرة لهم لتكون بلدهم الجديد؟
ونظرًا لأن قضية اللاجئين تأخذ الآن منحنى إعلاميًّا وحقوقيًّا على جميع الأصعدة، فأراد ساويرس أن يكون طرفًا في هذه القضية، وأن يكون له دور يبرزه الإعلام المحلي والإقليمي والدولي؛ فهو يبحث دائمًا عن شو إعلامي ومصالح شخصية، هذه المصالح تتمثل في أن يكون له جزء من كعكة إعادة إعمار سوريا؛ حيث تشير التقديرات الأولية إلى أن تكلفة الإعمار تصل إلى ٧٥٠ مليار دولار، ومن ثمّ فالترويج لشراء جزيرة ليس لهدف إنساني، بل هو عربون محبة للمجتمع الدولي والأمم المتحدة، واللذين سيشرفان على إعادة الإعمار والتي ستتم إن عاجلاً أم آجلاً، كما أن رجال المال والأعمال لا يوجد في قاموسهم مصطلحات للعواطف والإنسانيات، بل كل أعمالهم تكون منصبّة على الربح والخسارة.
الهجرة غير الشرعية مصطلح تعارف عليه المصريون منذ أكثر من ثلاثة عقود، فلا توجد قرية في مصر وإلا وكان بعض أبنائها من مدمني الهجرة غير الشرعية؛ فهواة تلك الهجرة يبيعون كل ما يملكون، بل وربما يصل الأمر إلى حد الاستدانة حتى يتمكنوا من الهجرة إلى أوربا، فليخبرنا ساويرس ماذا قدم لشباب بلده الذين يمارسون الهجرة غير الشرعية منذ ثلاثين عامًا؟ ولماذا لم يشتر لهم جزيرة في إيطاليا؟ ولماذا لم يوفر لهم فرص عمل في بلدهم تغنيهم عن تلك الهجرة التي حصدت أرواح مئات الشباب المصري؟ وكم طريقًا رصفه وكم مدنية سكنية بناها وكم مستشفى أنشأها؟ طبعًا الإجابة على كل هذه الأسئلة معروفة؛ فالمال والأعمال لا تعرف إلا لغة المصالح والمكاسب.
إن قضية اللاجئين من يريد أن يدعمها ويسعى لحلها فليعرف مطالب هؤلاء اللاجئين ويدعمها، فالسوريون لم يتركوا بلدانهم إلا خوفًا على حياتهم من حاكم طاغية يمارس فيهم صباحًا ومساءً شهوة القتل بدءًا من الأسلحة الكيميائية وصولاً إلى البراميل المتفجرة، فالسوريون لا يريدون جزيرة في إيطاليا أو اليونان بل يريدون وطنهم الأصلي صاحب الحضارات ولكن بدون طاغية.
وعليه فإن على نجيب ساويرس إذا أراد أن يدعم اللاجئين فعليه أن يدعم مطالب الثورة السوري متمثلة في رحيل القاتل المستبد بشار، وأن يضغط على النظام المصري ليساند مطالب الثوار ولا يكون داعمًا لبشار وجنوده، وأن يضغط على الحكومة المصرية -التي يدعمها- لتخفيف القيود على السوريين وفتح أبواب مصر لاستقبال السوريين كما كان الوضع قبل الثلاثين من يونيه.
- See more at: http://rassd.com/156357.htm#sthash.UZgNVWTd.dpuf
كانت تلك الكلمات تمثل اقتراحًا لحل مشكلة اللاجئين من وجهة نظر ساويرس، ولكن خروجه في هذا التوقيت يثير علامات استفهام كبيرة؛ فمشكلة اللاجئين ليست وليدة اللحظة، فعمرها من عمر الثورة السورية، وهي مشكلة تتفاقم يومًا بعد يوم، فاللاجئون السوريون ليسوا بضعة آلاف في المجر أو مقدونيا أو اليونان، بل وصل عددهم وفقًا لمفوضية شؤون اللاجئين إلى أربعة ملايين لاجئ منهم ١.٨ مليون لاجئ بتركيا، و١.١ مليون بلبنان، ٦٢٩ ألف بالأردن، ٢٤٩ ألف بالعراق، ١٣٢ ألف بمصر، فضلاً عن نزوح ٧.٦ ملايين شخص داخل سوريا، ويعيش أغلبهم فى ظروف معيشية قاسية؛ فماذا فعل بحق هؤلاء وماذا قدم لهم؟ بل ما هو تصرفه عندما أعلن النظام المصري -الذى يدعمه- عقب الثلاثين من يونيه فرض قيود على السوريين الموجودين داخل مصر كالحصول على تأشيرة مسبقة وإجراءات الإقامة، بل وصل الأمر إلى درجة أن هذا النظام فرّق بين الزوج وزجته، وبين أبناء العائلة الواحدة؛ بسبب تلك الإجراءات المتبعة منذ الثلاثين من يونيه؟!!
والغريب أن الحل الذي طرحه ساويرس يتوافق ويتماشى مع كلام بشار الاسد بأن سوريا ليست للسوريين ولمن يحملون جنسيتها، بل لمن يدافعون عنها كحزب الله وايران، كما أن وجهة نظره تطرح سؤالاً هل يقبل ساويرس بتهجير طائفة من المصريين من وطنهم وشراء جزيرة لهم لتكون بلدهم الجديد؟
ونظرًا لأن قضية اللاجئين تأخذ الآن منحنى إعلاميًّا وحقوقيًّا على جميع الأصعدة، فأراد ساويرس أن يكون طرفًا في هذه القضية، وأن يكون له دور يبرزه الإعلام المحلي والإقليمي والدولي؛ فهو يبحث دائمًا عن شو إعلامي ومصالح شخصية، هذه المصالح تتمثل في أن يكون له جزء من كعكة إعادة إعمار سوريا؛ حيث تشير التقديرات الأولية إلى أن تكلفة الإعمار تصل إلى ٧٥٠ مليار دولار، ومن ثمّ فالترويج لشراء جزيرة ليس لهدف إنساني، بل هو عربون محبة للمجتمع الدولي والأمم المتحدة، واللذين سيشرفان على إعادة الإعمار والتي ستتم إن عاجلاً أم آجلاً، كما أن رجال المال والأعمال لا يوجد في قاموسهم مصطلحات للعواطف والإنسانيات، بل كل أعمالهم تكون منصبّة على الربح والخسارة.
الهجرة غير الشرعية مصطلح تعارف عليه المصريون منذ أكثر من ثلاثة عقود، فلا توجد قرية في مصر وإلا وكان بعض أبنائها من مدمني الهجرة غير الشرعية؛ فهواة تلك الهجرة يبيعون كل ما يملكون، بل وربما يصل الأمر إلى حد الاستدانة حتى يتمكنوا من الهجرة إلى أوربا، فليخبرنا ساويرس ماذا قدم لشباب بلده الذين يمارسون الهجرة غير الشرعية منذ ثلاثين عامًا؟ ولماذا لم يشتر لهم جزيرة في إيطاليا؟ ولماذا لم يوفر لهم فرص عمل في بلدهم تغنيهم عن تلك الهجرة التي حصدت أرواح مئات الشباب المصري؟ وكم طريقًا رصفه وكم مدنية سكنية بناها وكم مستشفى أنشأها؟ طبعًا الإجابة على كل هذه الأسئلة معروفة؛ فالمال والأعمال لا تعرف إلا لغة المصالح والمكاسب.
إن قضية اللاجئين من يريد أن يدعمها ويسعى لحلها فليعرف مطالب هؤلاء اللاجئين ويدعمها، فالسوريون لم يتركوا بلدانهم إلا خوفًا على حياتهم من حاكم طاغية يمارس فيهم صباحًا ومساءً شهوة القتل بدءًا من الأسلحة الكيميائية وصولاً إلى البراميل المتفجرة، فالسوريون لا يريدون جزيرة في إيطاليا أو اليونان بل يريدون وطنهم الأصلي صاحب الحضارات ولكن بدون طاغية.
وعليه فإن على نجيب ساويرس إذا أراد أن يدعم اللاجئين فعليه أن يدعم مطالب الثورة السوري متمثلة في رحيل القاتل المستبد بشار، وأن يضغط على النظام المصري ليساند مطالب الثوار ولا يكون داعمًا لبشار وجنوده، وأن يضغط على الحكومة المصرية -التي يدعمها- لتخفيف القيود على السوريين وفتح أبواب مصر لاستقبال السوريين كما كان الوضع قبل الثلاثين من يونيه.
- See more at: http://rassd.com/156357.htm#sthash.UZgNVWTd.dpuf