دعوة للحوار من أجل الفهم والعمل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بكم في منتداكم برجاء التسجيل والاستفادة من المنتدى
وتقبل مشاركتكم الايجابية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

دعوة للحوار من أجل الفهم والعمل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بكم في منتداكم برجاء التسجيل والاستفادة من المنتدى
وتقبل مشاركتكم الايجابية

دعوة للحوار من أجل الفهم والعمل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى اجتماعي علمي ثقافي ديني


    مقال مشكوك في صحته لان كاتبه هو جمال البنا

    avatar
    عبد الله الضاحك


    المساهمات : 3259
    تاريخ التسجيل : 25/08/2010

     مقال مشكوك في صحته لان كاتبه هو جمال البنا Empty مقال مشكوك في صحته لان كاتبه هو جمال البنا

    مُساهمة  عبد الله الضاحك الأربعاء أكتوبر 06, 2010 2:47 pm

    الأصولية الإسلامية (١ - ٣)

    بقلم جمال البنا ٦/ ١٠/ ٢٠١٠
    ما المقصود بالأصولية الإسلامية؟ وما هو تعريفها؟ وما هى خصائصها؟ دون أن نزج بأنفسنا والقارئ فى متاهة تعريفات أكاديمية لا يفيد منها، أو يرحب بها، إلا الأكاديميون. نقول إن المقصود بالأصولية الإسلامية الالتزام بأصول الإسلام، وهى ترى أن أصول الإسلام هى القرآن والسُـنة وضمت إلى هذين: الأخذ بتقريرات السلف الصالح، بدءًا من الصحابة حتى تابعى التابعين.

    ومن الواضح أن هذه الأصول هى القرآن أولاً وبصفة رئيسية، ثم السُّـنة فيما لا يخالف القرآن، ولكن الأصولية توسعت فى مفهوم السُّـنة بحيث كادت تقضى على القرآن، كما أنها أضافت إلى هذين الأخذ بآثار السلف الصالح بدءًا من الصحابة ثم التابعين وتابعى التابعين.

    والواقع أن التوسع فى السُّـنة، وإضافة السلف الصالح، كانا على حساب الأصولية الصلبة التى تتمثل فى القرآن، فإذا أضفنا إلى هذا أن القرآن نفسه أُخـْـضِـع لتفسيرات قائمة على أحاديث موضوعة أو إسرائيليات.. إلخ، فإننا نجد أن الأصولية الإسلامية قد اضطرت- بتأثير عدد كبير من العوامل- لأن تتضمن عناصر يفترض أنها ليست من صميم الأصولية، ولكن هذه العوامل جعلتها كذلك.

    وتتميز الأصولية الإسلامية باستبعاد الرأى والتأويل بدرجات متفاوتة.

    وتعود الأصولية الإسلامية إلى ثلاثة آباء:

    الأول: أحمد بن حنبل، وهو واضع أساسها (١٦٤- ٢٤١هـ).

    الثانى: ابن تيمية (٦٦١ -٣٢٨هـ)، وهو الناهض بها والمكون لمعظم معطياتها.

    الثالث: محمد بن عبدالوهاب (١١١٥- ١٢٠٦هـ) المحيى لها فى العصر الحديث بحيث يُطلق عليها «الوهابية».

    أولاً: أحمد بن حنبل يضع الأساس:

    كان الإمام أحمد رجلاً تقيا ورعاً، شهد له الجميع بهذا، وقد تخصص فى علم الحديث، فإذا كان الشافعى قد وضع أصول الفقه، فإن أحمد بن حنبل هو الذى وضع أكبر موسوعة فى الحديث فى عهده إذ يضم «المسند»، الذى وضعه، ثلاثين ألف حديث.

    وهو من الناحية الزمنية يُعد من تابعى التابعين، فإذا فرضنا أن آخر الصحابة موتاً كان سنة ١٠٠ هجرية، فإن جيلين تلوا ذلك يدخــلان أحمد بن حنبل فى تابعى التابعين.

    كان الإمام أحمد بن حنبل بحكم تخصصه وتكوينه رجل حديث ومن هنا كان:

    ·يأخذ بالحديث الضعيف ويفضله على القياس.

    ·يأخذ بالآثار المروية عن الصحابة.

    ·يرفض الرأى.

    أدت هذه المرجعية، إيجابًا وسلبًا، لأن تعطى الأصولية الإسلامية بعض خصائصها، كالسماح بالحديث الضعيف وآثار الصحابة والتابعين وأدخلت فيها ما يفتات على أصل الأصول «القرآن»، وهى من الناحية السلبية رفض الرأى، وأغلقت الباب أمام أى تجديد، فدخل العقيدة الكثير من الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة التى اشترك فى وضعها أعداء للإسلام يريدون الكيد له، وسدنة من الإسلام يريدون إرهاف الحاسة الإيمانية، وهذه الأحاديث وضعت من قبل أحمد بن حنبل بوقت كبير، بل ربما فى زمن الرسول نفسه ونسبت إلى كبار الصحابة مثل عبدالله بن عمرو وعبدالله بن عمر.. إلخ، أدت إلى أن تكون العقيدة كما رواها الإصطخرى «هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر وأهل السُّـنة المتمسكين بعروقها المعروفين بها، المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب النبى «صلى الله عليه وسلم» إلى يومنا هذا، وأدركت من أدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها، فمن خالف شيئاً من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج من الجماعة، زائل عن منهج السُّـنة وسبيل الحق.

    وأهم المسائل التى نص عليها أئمة السُّـنة فى معتقداتهم وخالفوا بها أهل البدع هى:

    مسألة الإيمان، وأنه قـول وعمل ونيـة، يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية خلافاً للمرجئة الذين لا يعــدون العمل من الإيمان وينفـون عنه الزيادة والنقصان، وللخوارج الذين يكفرون بالذنب.

    ومسألة القدر وإثبات القــدر خيره وشره من الله- عز وجل- خلافاً للقـدرية وللجبرية.

    ومسألة إثبات الصفات لله - عز وجل- كما وردت فى القرآن والسُّـنة وإمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تمثيل، خلافاً للمتكلمين أصحاب مناهج التحريف والتأويل الفاسد، وللمشبهة الذين مثلوا صفات الله- عز وجل- بصفات المخلوقين.

    ومسألة القرآن، وأنه كلام الله عز وجل، منه بدأ وإليه يعود، وإثبات صفة الكلام لله- عز وجل- خلافاً للمعتزلة والجهمية الذين ينفون صفة الكلام ويقولون: «القرآن مخلوق» وللأشـاعرة الذين يقولون ببدعة الكلام النفسى والكلام اللفظى، فيثبتون الأول وينفون الثانى عن الله - عز وجل- فينتهى بهم إلى القول بخلق القرآن.

    ومسائل الشفاعة والحوض وعذاب القبر ورؤية الله- عز وجل- يوم القيامة، خلافاً لأهل البدع الذين يقولون: «إن خبر الآحاد لا تثبت به عقيدة، ويزعمون أن هذه السُّنن لم تثبت بالنصوص المتواترة».

    ثانيًا: ابن تيمية (الناهض بها):

    مرت قرون عديدة استشرى فيها الضعف والفساد فى المجتمعات الإسلامية وانتشر التصوف وظهر معه عالم كامل من الأقطاب والأوتاد والأولياء الذين ينالون قداسة من الجماهير تجعلهم يتوسلون بهم إلى الله رجاء العفو والمغفرة، وعندما يموتون تبنى فوق مقابرهم قباب، وهذا عنصر لم يكن موجودًا أو على الأقل كان موجودًا بكثرة أيام أحمد بن حنبل، ومن هنا فإن دعوة ابن تيمية تجردت لحرب هذه الظاهرة بحيث أصبحت الشفاعة (وقد يطلق عليها التوسل أيضاً) وبناء القبور وتشييد القباب من أهم ما عُنى ابن تيمية بتفنيده، وما دعا إليه واعتبره جزءًا بارزًا من مضمون الأصولية.

    ولكن هذا ليس إلا جانبًا لما تعرضت له العقيدة من انحراف، فهناك انحرافات عديدة خلال (الفترة الطويلة من سنة ٢٤١هـ تاريخ وفاة أحمد بن حنبل و٦٦١هـ وهى سنة ميلاد ابن تيمية)، كما أن ابن تيمية كان له شخصية حركية قوية وتوفرت له جرأة أثارت عليه العلماء والسلاطين، كما هاجم العلماء والسلاطين «ولم يقتصر على ذلك بل هاجم بقلمه ولسانه كل الفرق الإسلامية كالخوارج والمرجئة والرافضة والقدرية والمعتزلة والجهمية والكرامية والأشعرية وغيرها، وطعن كذلك على الرجال الذين يعتبرون حجة فى الإسلام، فقال على منبر جامع الصالحية إن عمر بن الخطاب وقع فى كثير من الأخطاء، وقال أيضاً: إن على بن أبى طالب أخطأ ثلاثمائة مرة، ولم يتردد فى مهاجمة كثير من الأعلام الذين سبقوه، وانعقد إجماع الناس على تفردهم بالعلم والتفقه فى الدين والفلسفة فهاجم الغزالى بشدة، كما هاجم محيى الدين بن عربى وعمر بن الفارض والصوفية بوجه عام، ودعا الناس فى كثير من الجــرأة والقـوة إلى إصلاح شأنها، وتقويم أمرها، ووصفَ للناس سبيل هذا الإصلاح والتقويم، بأن نصحهم بالرجوع إلى القرآن والحديث، والاكتفاء بنصيهما» (الشرق الإسلامى فى العصر الحديث، حسين مؤنس، ص ١٨٨–١٨٩، وقد عاد فى هذا الاقتباس إلى دائرة المعارف الإسلامية، وجزيرة العرب فى القرن العشرين، حافظ وهبة).

    وموقف ابن تيميـة من الفـرق المنحرفة وأهل البـدع يختلف عن موقف ابن حنبل، فإن ابن حنبل لم يكفرهم وإن كان قرر تبديعهم، ولكن ابن تيمية صرح بأنهم كفروا، وأن الذين لا يكفرونهم يكونون كفارًا أيضاً، فاكتسبت الأصولية إضافة جديدة لم تكن فى دعوة أحمد بن حنبل.

    وكان من أبرز ما أضافه ابن تيمية إلى العقيدة التركيز على قضية الصفات، فقد كان الإمام مالك يقول عن الاستواء «استوى على العرش» الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة، ولكن ابن تيمية كان يتقبل الصفات كما جاءت فى القرآن وإن لم تكن مماثلة لما لدى البشر، وكانت له جولات وصولات فى قضية نزول الله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حتى يبقى الثلث الأخير من الليل، فيقول: من يدعونى فأستجيب له؟.. إلخ، فأكد أن النزول حقيقى لأنه لا يُعرف فى العربية معنى للنزول غير ما هو مفهوم.

    وكان يرى أن صفات الله حقيقية وليست مجازية وإن كانت لا تشبه البشر، ولذلك يقولون عن صفة اليدين إن لله تعالى يدين اثنتين ويعتقدون أنهما يدان حقيقيتان تليقان بجلال الله تعالى، ولا تماثلان أيدى المخلوقين، وهى من صفات الله تعالى الذاتية الثابتة له بالكتاب والسُّـنة وإجماع السلف.

    وجاء فى العقيدة الواسطية لابن تيمية: ومن الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به النبى بعد الموت، فيؤمنون بفتنة القبر وعذابه ونعيمه، فأما الفتنة أن الناس يمتحنون فى قبورهم، فيقال للرجل: من ربك؟ وما دينك؟ وما نبيك؟ فيثبت الله الذين آمنـوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا والآخرة، فيقول المؤمن: ربى الله، والإسلام دينى، ومحمد نبيى، وأما المرتاب فيقول: ها.. ها لا أدرى سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته، فيُضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة يسمعها كل شىء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان لصعق، ثم بعد هذه الفتنة إما نعيم وإما عذاب إلى أن تقوم القيامة الكبرى، فتعاد الأرواح للأجساد.


      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء نوفمبر 27, 2024 4:01 pm